ثم إن من الأزواج من يعامل الزوجة معاملة سيئة دنيئة لا يرضاها دين ولا عقل، ولا يقبل بها ذو همة ولا رأي، فضرب وأوامر ونواهي وسهر خارج المنزل، وإذا دخل منزله عبس وكشر وغضب وزمجر، وأما مع الأصدقاء والأصحاب فضحك وسمر وبشاشة واتساع صدر، فسبحان الله ألم يأمر الله تعالى بالنساء خيراً فهن الزوجات والأمهات والبنات والخالات والعـمات يـقول تعالى: {فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [سورة النساء: 129]، فحرم المولى جل وعلا متعددي الزوجات بعدم الميل إلى واحدة وترك الأخرى م*****ة، أو الضحك مع واحدة والعبوس في وجه الأخرى، فلا بد من العدل وعدم الظلم وإلا جاء يوم القيامة وشقه مائلاً والعياذ بالله علامة يعرف بها أنه كان ممن لم يعدل بين زوجاته فيأتيه من ربه ما يستحق.
وقال صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيراً» [صححه الألباني]، ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التعامل مع الزوجات من حسن خلق ولين جانب وحسن معاشرة فلنا من نبياً نحن معاشر الأزواج والأباء القدوة الحسنة والأسوة الطيبة، فلقد حرم الإسلام الضرب على الوجه أو الحرق بالنار والضرب المبرح أياً كان، لأنه (لا يعذب بالنار إلا رب النار) كما جاء ذلك صريحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يعذب الذين يع***ون الناس»، فاحذر من الظلم واعلم أن للمظلوم دعوة عند ربه لا ترد فإن أصابتك في الدنيا فهي الكارثة والخسارة، وإن أجلت لك إلى يوم القيامة فالكارثة أعظم والخسارة أكبر لأن هناك سيكون التعامل بالحسنات والسيئات فهل تتوقع أن يترك لك غريمك ومظلومك حسنة واحدة فالأمر خطير جد خطير والخطب جسيم والله سميع بصير.