الإحرام من الميقات
ولــمــــا بـــدا مـيـقـات إحـرام حجـنـا *** نـزلــنـــــــا بــــه والـعــيـــــس فيــــه أنخـنــاه
لـيـغـتـســل الحجــاج فيـه ويحـرمـوا *** فـــمــنـــــــه نـلــبــــــي ربـنــــا لا حـــرمـنـــاه
ونــادى مـنــاد لـلـحـجـيـج ليحـرمـوا *** فــلــــم يــبـــــق إلا مـــــن أجـــــــاب ولـبــــاه
وجـردت القـمـصــان والكـل أحرمـوا *** ولا لـبــــــــس لا طـيــــــب جميعـــــاً هجرنـــاه
ولا لـهـو ولا صيـد ولا نقـرب النسـا *** ولا رفــــــث لا فــســـــــق كُـــــلاً رفــضـنــــــــاه
وصـرنـا كـأمـوات لـفـفـنـا جسومـنـا *** بــأكـــفــــانــنـــــــا كـــــل ذلـيــــــل لـمــــــولاه
لـعــل يــرى ذل الـعــبـــاد و**ـرهـم *** فــيــرحـمـــهــــــم رب يـرجـــــون رحـمــــــــاه
يـنـادونــه: لـبـيــك لـبـيـك ذا الـعـــلا *** وســعــديـــــك كـــل الشــــرك عنـــك نفينـــاه
فـلــو كـنــت يـا هــذا تشاهـد حالهـم *** لأبــكـــاك ذاك الـحـــــال فـــي حـــال مــــرآه
وجـوههـــم غـبــر وشعــث رءوسهـــم *** فــلا رأس إلا لــــلإلــــــه كـــشــــفــــنـــــــاه
لبـسـنـــا دروعــاً مــن خضــوع لربنـــا *** ومــــا كــــان مـــن درع المعاصــــي خلعنـاه
وذاك قـلـيــل فــــي كـثــيـــر ذنــوبـنـــا *** فــيــا طــالــمــا رب الـعـــبــــاد عصيـنـــــــاه
إلــى زمــــزم زمـــت ركـــاب مـطـيــنـا *** ونــحـــــو الصفــا عيـــس الوفـــود صففنــاه
نـــؤم مـقــامـــاً للـخلـيـــل مـعـظــمـــاً *** إلـيـــه اسـتـبــقــنـا والـركـــــاب حـثثـنـــــاه
ونـحــن نـلـبـي فــي صعــود ومهبــــط *** كـــذا حــالـنـــا فــي كـــل مـرقـــى رقينـــاه
وكــــم نـشـــز عـــال عـلـتــه رفـودنـــا *** وتعلــو بــــه الأصـــــوات حـيـــــن عـلــونـــاه
نحـج لبـيـــت حجــه الرســـل قـبلـنـــا *** لــنــشــهـــد نــفــعـاً فـي الكتــاب وعدنـــاه
دعــانــــا إلــيـــــه الله قــبـــل بـنــائـــه *** فــقــلـــنـــا لـــه لــبـــيـــــك داع أجـبــنـــــاه
أتـيــنـــاك لبـيـنــاك جـئــنـــاك ربــنــــا *** إلـــيــــــــك هــــربــنــــا والأنــــام تـــركـنـــاه
ووجـهــك نبفـي أنـت للقلــب قبـلــــة *** إذا مــا حــجــجــنــــا أنـت للحــــج رمــنـــاه
فمــا البـيـت مـــا الأركـان مــا الحجـــر *** مـا الصفـا ومـا زمـزم أنت الـذي قـد قصدناه
وأنـت مـنـانــــا أنـــت غـايـــة سولـنـــا *** وأنــــت الـــذي دنـــيــــا وأخــــرى أردنــــــاه
إليـك شـددنـا الرحـل نختــرق الفـــــلا *** فــكـــم سُـــدَّ سَــدُّ فـي ســـواد خـــرقـنـاه
كـذلـك مـا زلـنــــا نـحــــاول سـيــرنــــا *** نــهـــــارا ولــيــــلاً عـيــسـنـــا مــا أرحـنــاه
إلى أن بدا إحدى المعالـم مـن منــى *** وهـــب نـسـيــــم بـالـوصـــــال نـشـقــنـــاه
ونادى بنـــا حـــادي البشــارة والهنـــا
*** فـهـــذا الـحــمـى هـــذا ثـــراه غـشـيــنــــاه