قال خبراء وعلماء إن عملية التغير المناخي قد تؤدي لرفع درجة حرارة الأرض بنحو درجتين ما سيكون له آثار كارثية تتمثل في غرق مساحات واسعة من السواحل المأهولة وانقراض أنواع عديدة من الكائنات، وأكد العلماء أنهم سيسعون للتأكيد على أهمية مواجهة التغير المناخي في قمة الامم المتحدة للتغير المناخي المقررة في كوبنهاجن في وقت لاحق الشهر الجاري، حيث يجتمع زعماء العالم يومي 17-18 ديسمبر لبحث إقرار اتفاقية جديدة حول المناخ.
ويؤكد بيل هار مدير التحليلات المناخية وهي مجموعة غير ربحية لتقييم البيانات العلمية عن التغير المناخي أن ارتفاع متوسط التغير المناخي أكثر من درجتين مئويتين فوق المستويات الصناعية سيكون له آثار كارثية، ويقول “إذا لم نخفض الانبعاثات وحتى إذا لم نحقق سوى ما هو مطروح حاليا فإننا سنشهد ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل من 3 إلى 4 درجات في عام 2100”، ويضيف “ومع هذه الظروف سوف تأتي الأضرار العظمى للنظامين الطبيعي والبشري الأساسيين”.
وستكون أفريقيا جنوب الصحراء أول ما سيتأثر حيث يقول هار إن بعض البوادر المقلقة ظهرت بالفعل في شكل قحط وعدم توفر الإمدادات الغذائية مما يزيد من احتمالات نشوب الصراعات.
وبعد ذلك سيأتي ارتفاع مستوى منسوب البحار والتي قد تصل إلى متر مما يهدد الدول المنخفضة مثل بنجلاديش ومجموعة دول الجزر، وسوف تعني التغييرات أيضا زيادة حموضة مياه البحر مما يعني ضرراً واسع النطاق بالصخور المرجانية حول العالم.
وقد يكون من السهل الاعتقاد من منزل تتوفر فيه وسائل راحة نسبية في العالم المتقدم أن المرء سوف يكون على الأقل في مأمن من التغيرات الكبرى في الدول الأكثر تقدما والأكثر اعتدالاً في المناخ، وهي الآمال التي يبددها هار حيث إن هذه السيناريوهات المتوقعة هي مآس حقيقية.
ويقول “إذا كنت في منطقة مرتفعة فأن التأثيرات يحتمل أن تكون على نحو أو آخر أقل حدة مما هو حاليا في المناطق الجافة بالأجزاء المنخفضة من العالم. ولكن الناس في المناطق الأكثر ارتفاعا لن يكونوا في مأمن من المشاكل”.
وقد تتضمن هذه المشاكل ارتفاع درجات الحرارة ومزيدا من الموجات الحرارية العالية، كما أن القحط سوف يؤثر أيضاً في المناطق الصناعية مما يفرض تغيرات في الزراعة ويمارس ضغوطاً على مناطق الغابات. كما يحتمل زيادة غزو الحشرات.
ويقول “قد لا تموت جوعاً” ولكنك “قد تواجه مزيداً من المشاكل المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة”. وتشير انتيا فون بروك رئيسة السياسة البيئية الدولية في جماعة أصدقاء الأرض بألمانيا إلى أنه “سيجب علينا التعامل مع لاجئي المناخ”.
وتتفق سوزانا درويجي رئيسة قسم الموضوعات العالمية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية على أهمية ذلك مشيرة إلى أن دولاً مثل ألمانيا تعثرت بالفعل عندما كان عليها استيعاب 20 ألف مهاجر فقط من المناطق التي تعاني من مشاكل سياسية، ولحسن الحظ لا يزال هناك مبرر للأمل في التوصل لاتفاق عندما يلتقي زعماء العالم في كوبنهاجن في أوائل ديسمبر لمحاولة صياغة اتفاقية لتغير المناخ ملزمة قانونياً لتحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي في عام 2012.
آمال كوبنهاجن
ويقول بعض المؤيدين إن التعهدات الأخيرة من جانب زعماء العالم تنبئ بحدوث انفراجة في كوبنهاجن. ويشير آخرون إلى أن الفشل في التوصل إلى معاهدة حقيقية في كوبنهاجن بأي شكل يشير إلى فشل مطلق.
وقد يتفق الزعماء على معايير قد يحاولون على أساسها البحث عن اتفاق في عام 2010 أو بعد ذلك، ويقول آخرون إن الدول بشكل فردي لا تحتاج إلى اتفاق دولي للحد من مستويات انبعاثاتها الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول توم بينبريدج الذي يرأس جماعة التغير المناخي برابطة قانون البيئة في بريطانيا إن الاتحاد الأوروبي يبحث عن دور رائد في تقليل التغير المناخي، وفي حين أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع وضع سياسة عالمية فإنه يمكن أن يوجه الرأي العالمي كما يشير بينبريدج. وقال “يبدو لي أن قوة دفع الاتحاد الأوروبي مهمة ومن المحتمل أن يكون هناك الكثير مما يتعين عمله”، وأضاف “في نهاية المطاف فإن الصناعة والناس يقولون حسنا هذا هو الطريق الذي سنكون عليه”.
وبالطبع فإن مجرد وجود معاهدة ليس ضمانا بأن المشاكل ستنتهي، وعلى الدول أن تتقيد بها، ويجب توخي الحرص في أن المعاهدة تقيد الدول بمعايير كبيرة وليس بمعايير منخفضة والتي يسهل ابتلاعها سياسياً، ولكنها في النهاية ستفعل الشيء القليل للتحكم في تغير المناخ.
وقالت درويجي “إن احتمال قلة عدد الأعضاء في المعاهدة يمثل دائما خطرا ماثلا هناك”، ويقول هار إنه لهذا السبب من الأهمية وجود اتفاقية ملزمة قانونيا تضم مجموعة من الضوابط وليس اتفاقا فضفاضاً.
ولا يزال آخرون يقولون إنه ليست هناك حاجة إلى القلق بشأن المعاهدة لأن جانباً كبيراً من العلم يشير إلى أن تغير المناخ أمر نظري وأن النظريات المتنافسة توضح إنه لن يكون هناك أي تغير مناخي. ويقول هانز جواكيم ليوديك وهو أستاذ متقاعد يركز على موضوعات المناخ إن الحكم لا يزال بعيداً عن الدور الذي يمكن أن يلعبه ثاني أ**يد الكربون في تغير المناخ.
ويرفض هار هذه الأفكار ويشير إلى أن معظم العلماء الكبار يشعرون بالقلق، وتشير فون بروك إلى أنه لو أن رأي المتشككين من أمثال ليوديك يتسم بالصواب فإن التغيرات التي يطالبون بها لمكافحة تغير المناخ هي في النهاية ستكون ضرورية لمساعدة العالم على التعامل مع اختفاء الوقود الحجري، وتتساءل “ما هي المساوئ التي سنجنيها من حماية المناخ!”.
تقديرات متباينة
من جهته قال هانز يواكيم شلنهوبر رئيس معهد بوتسدام لأبحاث الآثار المناخية بألمانيا لرويترز إنه يأمل أن يكون هو وزملاؤه العلماء على مستوى العالم مخطئين بشأن الاحتباس الحراري.
وتابع قائلا لرويترز إنه لا يسعده أن يكون منذرا بالويلات ويأمل أن يكون هو وزملاؤه قد أغفلوا مؤثرات يمكن أن تكبح التغير المناخي، وقال في مقابلة بمكتبه في المعهد “سيسعدني اذا تبين أننا لم نفهم النظام بشكل جيد كما كنا نعتقد وأننا قد نحصل على (فترة التقاط أنفاس) تتراوح بين 20 و30 عاما حين يتباطأ الاحتباس الحراري او حتى يتوقف”، لكن شلنهوبر الذي يقدم المشورة للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والاتحاد الأوروبي بشأن التغير المناخي قال إن من الممكن أن يكون العلماء مخطئين في الاتجاه الع**ي ويسيئون تقدير ديناميات التغير المناخي.
أغلبية علمية تحذر من الاحتباس الحراري
برلين (رويترز) - يقول معظم العلماء إن الغازات التي تحتجز الحرارة وتنبعث من حرق الوقود الأحفوري تتسبب في رفع درجات الحرارة العالمية، وتقول أقلية إن الارتفاع نتيجة لتأرجح طبيعي في درجات الحرارة.
وينضم هانز يواكيم شلنهوبر رئيس معهد بوتسدام لأبحاث الآثار المناخية بألمانيا الى قادة العالم الاسبوع القادم في كوبنهاجن حين يحاولون التوصل الى اتفاقية جديدة للأمم المتحدة تعالج قضية الاحتباس الحراري.
وقال شلنهوبر (59 عاما) “كأننا على السفينة تيت***... لكن هذه المرة لدينا رؤية واضحة للأفق. نحن لا ننظر بنظارة معظمة في الظلام بل بنظام للرادار. نظام رادار علمي. “المشكلة هي أن هناك 192 ربانا على متن السفينة” في إشارة الى عدد الدول المشاركة في محادثات مكافحة التغير المناخي وقال “هذا وضع سيئ. لكنني آمل في لحظة سحرية بكوبنهاجن”.
وكان شلنهوبر قد قدم “تشخيص كوبنهاجن” الشهر الماضي قال فيه 25 خبيراً إن الاحتباس الحراري يحدث بمعدل أسرع من المتوقع وإن من الممكن أن ترتفع مستويات البحار بما يصل الى مترين بحلول 2100.
وحثوا على اتخاذ إجراءات للحد من زيادة انبعاثات غازات الصوبة الزجاجية بحلول عام 2015 تجنبا لأسوأ أثر للتغير المناخي.
من جانبه، قلل إس جاياكومار، المسؤول البارز في حكومة سنغافورة من إمكانية الخروج بجديد من قمة كوبنهاجن، وقال إن التوصل إلى اتفاق ملزم قادر على أن يخلف بروتوكول كيوتو الذي ينتهي العمل به عام 2012، لا يبدو ممكناً في كوبنهاجن.
«جوجل» يرصد مستقبل التغير المناخي في كاليفورنيا
سان فرانسيسكو (رويترز) - كشف ارنولد شوارزنيجر حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية وشركة جوجل لمحرك البحث على الانترنت النقاب عن خريطة لمستقبل تغير المناخ في الولاية الاكثر سكانا في أولى خطواتها للتخطيط للتكيف مع مشكلة الاحتباس الحراري العالمي “المحتوم”.
وتقود كاليفورنيا الولايات الأميركية في تشريعاتها القانونية للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي بوضع سقف لعدد الكيلومترات التي تقطعها كل سيارة وهي سياسة تتبناها باقي الولايات ووضع معايير للبناء صديقة للبيئة، كما تخطط الولاية لما يجب عليها ان تفعله حيال الاحتباس الحراري الذي تعتقد أنه يستحيل إيقافه.
وقال شوارزنيجر إن تغير المناخ يهدد ممتلكات واصولا بقيمة 2.5 تريليون مستشهداً بدراسة لجامعة كاليفورنيا، وجاء في أول تقرير حول تكيف الولاية مع المشكلة والذي صدر أمس الاول إن نصف مليون شخص تقريبا في كاليفورنيا معرضون للخطر بسبب ارتفاع مستويات البحار بينما زاد موسم الجفاف الطويل من حرائق الغابات كما أثر تناقص تساقط الثلوج على إمدادات المياه.
ووضحت هذا خريطة ملحقة لبرنامج جوجل ايرث كشفت الولاية النقاب عنها أمس الاربعاء. وفي الخريطة تظهر حدود خليج سان فرانسيسكو ملونة لابراز التأثيرات المدمرة لزيادة تصل إلى 150 سنتيمترا في مستوى البحار وهو ما يعني أن المياه ستغمر مطار سان فرانسيسكو بالكامل، وتظهر ملحقات اخرى تناقص مساحة الجليد منذ خمسينات القرن الماضي وتوقعات حتى نهاية القرن الحالي وتغير درجة الحرارة ومخاطر حرائق متنامية.
وظهر شوارزنيجر ممثل أفلام الحركة السابق في فيديو للرسوم المتحركة وهو يقوم برحلة جوية فوق كاليفورنيا ويقول إن خفض انبعاثات ثاني ا**يد الكربون لن يكون كافيا. وقال “لابد أن نكون جاهزين لتغير مناخ متواصل وهو محتوم الآن”.
وقدم حاكم الولاية الفيديو ولجنة جديدة للمشورة حول أولويات التكيف وتقريراً حول استراتيجية التكيف في جزيرة (تريجر) بخليج سان فرانسيسكو الذي قال إنه قد يغرق في غضون قرن مع ارتفاع مستويات البحار.
سنغافورة تتعهد بخفض الانبعاثات 16% بحلول 2020
u سنغافورة (د ب أ) - أعلنت سنغافورة عن استعدادها لتخفيض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 16% بحلول عام 2020، وذلك في إطار استعداد تلك الدولة المدينة للقمة العالمية للتغير المناخي المقررة في كوبنهاجن خلال الشهر الجاري. ونقلت صحيفة “ستريتس تايمز” في عدد الأمس عن وزير البيئة، يعقوب إبراهيم، القول إن هذا التخفيض سيقلل الانبعاثات الكربونية بمقدار نحو 12 مليون طن بحلول عام 2020.
وأوضح الوزير أن سنغافورة التي لا تمتلك أي موارد طبيعية، تسهم فقط بنسبة 0.2% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، بيد أنها تمثل مركزا عالميا لتكرير وتصنيع النفط في جنوب شرق آسيا وتضعها منظمات، مثل وكالة الطاقة الدولية في مرتبة متقدمة، فيما يت***** بالانبعاثات التي ينتجها كل فرد. وأكد إبراهيم ووزراء آخرون أن سنغافورة لن تلتزم بأي تخفيض, إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق عالمي ملزم قانونياً لمكافحة التغير المناخي تقوم بموجبه الدول الأخرى بدورها من أجل تخفيض انبعاثاتها الكربونية.
نيوزيلندا تقرر المشاركة في القمة
ولينجتون (د ب أ) - قرر رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي أخيرا الانضمام إلى نحو مئة من زعماء العالم المشاركين في قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي المقررة في كوبنهاجن في وقت لاحق الشهر الجاري. وكان كي استبعد في وقت سابق حضور القمة حيث رأى أنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق لخفض معدلات الانبعاثات الغازية المسببة لارتفاع حرارة الأرض.
وقال للصحفيين في وقت لاحق إن هناك فقط فرصة خمسة بالمئة لمشاركته المؤتمر. وفي بيان صدر اليوم الخميس, قال رئيس الوزراء النيوزيلندي “أعدت تقييم موقفنا، واستمعت لنصائح فريقنا للتفاوض.
وقررت بعد وضع كافة الامور في الاعتبار انه أمر له دلالته أن أكون هناك لحضور اجتماع الزعماء”. ومن المقرر عقد اجتماع زعماء العالم في كوبنهاجن يومي 17 و18 ديسمبر الجاري.
وقال كي “تغيرت الظروف خلال الأسابيع الاخيرة.. في حين أنه من المستبعد التوصل إلى اتفاق ملزم في كوبنهاجن, يتزايد الزخم السياسي حول السبب الذي جعل المزيد من الزعماء الآخرين يشيرون في الاسابيع الاخيرة. إلى أنهم لن يحضروا (القمة)”.
وأضاف “لا أريد بغيابي أن أعطي الانطباع أن نيوزيلندا غير ملتزمة بالاضطلاع بدورها في الحرب ضد التغير المناخي”. وتابع “الحقيقة هي أن الحكومة ملتزمة بالقيام بشيء إزاء التغير المناخي وخلق توازن بين مسؤولياتنا البيئية وفرصنا الاقتصادية”.
وقال “قد تتخذ قرارات مهمة في كوبنهاجن، ومن المهم أن أكون هناك إلى جانب زعماء آخرين حتى تمثل نيوزيلندا على أعلى مستوى.”