الحاجة أم الاختراع.. ففي ظل الحصار المطبق على قطاع غزة يستحدث أهالي القطاع بدائل لكل ما يفتقدون. ونظرا لتراجع القطاع الصحي في القطاع ونقص الأدوية، فضلا عن تراجع الرعاية الصحية إثر إغلاق المعابر، لجأ مرضى غزة إلى الطب البديل، المتمثل في طب الأعشاب وغيرها من البدائل، وكان آخر أنواع الطب البديل التي تلقى رواجا لدى المرضى العلاج بلسعات النحل، بعد أن ذاع صيت أحد المعالجين في مدينة غزة. الطبيب المعالج في عيادة «اللسع بالنحل» هو المهندس الزراعي راتب سمور الذي يدير العيادة الأولى في قطاع غزة للتداوي بـ «سم النحل» بعد الإقبال الكبير عليها، ويتنقل المهندس الطبيب راتب سمور من مريض إلى آخر داخل عيادته المزدحمة بعشرات المرضى حاملا صندوقا صغيرا يحتوي على عشرات النحل ليوجه لكل مريض عددا من اللسعات في موطن الألم. المهندس الطبيب سمور تحدث عن بدايته العلاج بسم النحل، وقال: افتتحت هذا المركز منذ سنوات وبدأت أعالج المرضى بعد نجاحي في تطبيق ما درسته في الجامعة خصوصا في مادة علم الحشرات والنحل على أهلي وأصدقائي، ولم أكن أتلقى مقابلا ماديا من المرضى كما أن العلاج بسم النحل لم يلق إقبالا كما هو الحال في الوقت الراهن، وقد ازداد الإقبال على هذا العلاج بعد أن حقق نتائج مبهرة لعدد من المرضى وزاد الإقبال أكثر بعد الحصار الإسرائيلي.
ويباشر سمور علاج مئات المرضى من الرجال والنساء والأطفال ثلاثة أيام في الأسبوع، ويساعده ثلاثة من أبنائه قام بتعليمهم طريقة العلاج، ويتلقى سمور مبلغا يقدر بـ (دولارين ونصف) من كل مريض مقابل كل ثلاث زيارات.
يقول أحد المرضى الذي أصيب بشلل في أطرافه السفلية منذ ثلاثة أعوام ويعالج بلسعات النحل: كنت أتعالج بصفة دورية في مصر من ضمور العضلات الذي أصابني منذ عشرة أعوام لكن لم استطع السفر لاستكمال علاجي بعد الحصار فتدهورت حالتي وفقدت القدرة على الحركة في الجزء السفلي. مريضة أخرى تعاني من التهاب المفاصل تشعر بسعادة كبيرة للنتيجة التي حققها لها «لسع النحل» وقالت: كنت أعاني من «الروماتويد» (التهاب المفاصل) منذ خمسة أعوام ولم تفدني المسكنات فليس هناك علاج لهذا المرض في غزة، وتضيف: لم أكن استطيع صعود الدرج إطلاقا قبل أن آتي إلى هذه العيادة لكنني الآن بعد خمسة أشهر من العلاج أصعد الدرج أكثر من ست مرات في اليوم.