قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاربعاء ان اقتراح طهران بتبادل الوقود النووي داخل اراضيها ليس وارادا.
واعلن البرادعي للصحافيين "لا اعتقد ان ذلك قد يكون خيارا. ان كل جدوى العرض هو نزع فتيل الازمة"، في اشارة الى اقتراحه بتخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج لتزويد مفاعل ابحاث في طهران بالوقود.
واقتراح البرادعي يشكل بالنسبة اليه "فرصة فريدة ولفترة وجيزة جدا" تقضي بالحصول من طهران على موافقتها على تصدير 70% من اليورانيوم الايراني القليل التخصيب الى روسيا حيث يتم تخصيبه بنسبة اكبر ثم يجري تحويله في فرنسا الى وقود لمفاعل طهران للابحاث.
والبرادعي حائز جائزة نوبل للسلام للعام 2005 والذي سيترك في نهاية هذا الشهر منصبه على راس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وضع صياغة عرض التسوية هذا في نهاية تشرين الاول/اكتوبر لحلحلة ملف ايران النووي الذي وصل الى طريق مسدود منذ 2003.
وطلبت الوكالة الذرية باستمرار توضيحات من طهران حول طبيعة برنامجها النووي الحقيقية: هل هو سلمي كما تؤكد الجمهورية الاسلامية او لاغراض عسكرية كما يخشى الغربيون.
وتخصيب اليورانيوم في صلب الجدل القائم لان اليورانيوم المخصب يمكن ان يستخدم في مفاعل نووي وفي صناعة قنبلة ذرية سواء بسواء.
وبدت ايران متحفظة في الوقت الراهن حيال قبول اقتراح البرادعي، اذ تطالب "بضمانات مئة في المئة" ان الجمهورية الايرانية ستستلم في المقابل الوقود لمفاعلها للابحاث.
وهكذا يفضل عدد من المسؤولين الايرانيين "مبادلة متزامنة على الاراضي الايرانية"، اي الحصول على اليورانيوم المخصب في الخارج مقابل اليورانيوم الايراني الذي يتطلب تخصيبا خارج الحدود.
واشار البرادعي الى وجود ضمانات في اقتراحه. فالوكالة الذرية "ستتكفل بالمواد. لقد اقترحنا تخزين المواد في تركيا، وهي دولة تتمتع بثقة كل الاطراف".
واضاف المدير العام للوكالة الذرية "لكن ينبغي اخراج اليورانيوم الايراني من ايران لنزع فتيل الازمة وافساح المجال امام التفاوض. ان ما نطلبه من ايران هو اقل قدر من المجازفة من اجل السلام وابرام اتفاق قائم على الثقة وليس على الريبة".
وردا على سؤال حول امكانية اعطاء ضمانات اخرى لايران، بدا البرادعي مشككا. وقال "لا ارى فعلا اي ضمانات اضافية يمكننا ان نقدمها". الا انه استدرك "لكني منفتح على اي ضمانة اضافية لا تتضمن شرط الاحتفاظ باليورانيوم في ايران".