فمتى استيقن الإنسان المؤمن أن الموت حق والساعة حق استعد لذلك اليوم الذي لا مفر منه ولا مهرب استعد بالأعمال الصالحة، وتقرب إلى الله بالطاعات، وفعل الخيرات وترك المنكرات، والحذر من المحرمات والمكروهات، وأطاع الرحمن، وعصى الشيطان، واتبع الهدى وما يقرب للجنان، وابتعد عن الهوى وما يقرب للنيران.
ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاغترار بالدنيا والركون إليها وأنها دار عمل ثم الانتقال إلى دار الجزاء والحساب قال صلى الله عليه وسلم: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً» [حسنه الألباني وقال حسن غريب]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر ما تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء» [رواه مسلم].
أخي الحاج:
اعلم أن هذه الحياة الدنيا دقائق وساعات فما تلبث أن يفجأك الموت فاعمل لغدك واعلم أن ساعات عمرك ثلاث:
ساعة مضت لا تدري أقبل منك فيها أم لا.
وساعتك التي أنت فيها فاغتنمها بالأعمال الصالحة.
وساعة قادمة لا تدري أتدركها أم لا.
فأقبل على الله واشتر الباقي بالفاني وارغب في الكثير وازهد في القليل.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا اللهم أنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول في جناتك جنات النعيم.