أقدم لكم اليوم الدرس الثاني من القراءة للصف الثاني الاعدادي ، أرجو أن ينتفع به الجميع وأسألكم الدعاء
*
وقف أحمد بن طولون ، حاكم مصر في شرفة قصره يتأمل أحول البلاد ومدينة (
القطائع ) التي بناها ( كانت في موضع قلعة صلاح الدين الآن ) ، اذا بحاجب
القصر يدخل في سعادة مهللا :
- بشرى يا مولاي ، لقد وضعت مولاتي الأميرة ( مياس ) صبيا كالبدر ليلة
تمامه ، انتفض الحاكم من السعادة الحاكم من السعادة رغم أن مولوده لم يكن
الأول أو الأخير ، وانما كان بسبب أنه ولد في السنة نفسها التى تولى فيها
أمور الحكم في مصر .
- عمد أحمد بن طولون الي تنشئة ( خمارويه )تنشئة عسكرية ، فتعلم في حداثة
سنه الفروسية و المبارزة وفنون الحرب ، وقد حبته الطبيعة بخصال زادت من
هيبته ، فقد كان طويل القامة عريض النكبين ، قويا جسورا ، ذا قلب متوهج ،
ومن ثم أصبحت له سطوة وهيبة في قلوب الجميع .
- وذات مرة كان أحمد بن طولون ومعه القاضي ( ابن قتيببة ) يشاهدان
(خمارويه ) مع مدربه الذي يدربه على القتال ، رغم حداثة سنه ، وما هى الا
برهة حتى صرخ المدرب ، اذتمكن ( خمارويه) في خفة بارعة أن يوجه السيف الى
عنقمدربه ، فقال القاضي ( ابن قتيبة ) منبهرا بما رأى : ( يا مولاى ، لقد
ولد خمارويه ليكون قائدا لا يشق له غبارا ) .
-ابتسم أحمد بن طولون ، وقال للقاضي ، بكل هدوء وثقة : ( انني أفكر في أمر
ولاية العهد يا ( ابن قتيبة ) وسوف أجعلها لخمارويه ، وقد أطلعتك على هذا
الأمر لأنك أقرب انسان لي ، ويجب أن تكون كذلك مع ولدي خمارويه ) .
- وحدث ماتمناه أحمد بن طولون تولى ( خمارويه ) حكم مصر وهو لم يبلغ
الخامسة عشرة من عمره ، وما ان وصلت أخبار ذلك الى الخليفة العباسي (
الموفق ) حتى ثارت أطماعه وقرر أن يرسل جيشا ضخما ، ليخلعه عن الحكم ،
وكان أول اختبار حقيقي لقوة ( خمارويه ) وحكمه الذي سرعان ما أعد جيشه
وخرج من فوره لملاقاة جيش الخليفة ، وقرب مدينة الرملة بفلسطين ، درات
معركة حامية بين الطرفين لجأ فيها ( خمارويه ) الي خداع العباسيين بأن سرت
اشاعة بقتله ، فاعتقد العباسيون أن المعركة قد انتهت لصاحهم ، وجلسوا
يحتفلون بالنصر ، فانقض عليهم ( خمارويه ) بجزء كبير من جيشه ، محققا
انتصار ا باهرا تحدثت عنه كل البلاد وقتها .
- ثبت هذا الانتصار الساحق أقدام ( خمارويه ) في الحكم ، فشهدت البلاد في
عصره ازدهارا كبيرا ، وشعر الناس بلأمان في حياتهم وملأت البسلتين
والحدائق جميع أنحاء مصر ، وكان يشارك شعبه في أعياده واحتفالاته ، فيذهب
الي الأهرامات ويمارس معهم الألعاب المختلفة ، ولاسيما سباقات الخيل التى
كانت أكثرها قربا الى نفسه .
- لقد أثبت ( خمارويه ) أن من يصنعون التاريخ لا يعتمدون على أعمارهم ، وانما على شخصيتهم أفعالهم .
اللغويات
- شرفة : نافذة ( ج ) شرف - شرفات .
- حاجب : حارس ( ج ) حجاب - حجبة .
- وضعت : ولدت .
- عمد : قصد .
- حداثة سنه : صغره .
- حبته : اعطته منحته ( ع) حرمته .
- خصال : صفات ( م ) خصلة .
- هيبته : احترام الناس له .
- المنكبين : مثنى ( منكب ) : وهو ملتقى عظم العضد مع الكتف .
- جسور : شجاع .
- غبارلا يشق له : لا يسبق .
- أطلعتك : اخبترك .
- يخلعه : يعزله ( ع) بوليه .
- سرت : انتشرت .
- انقض : هجم .
- الساحق القوى - الشديد .
- ازدهارا : تقدما - رخاء