مقتطفات من قصيدة ابن الأمير الصنعاني المشهورة
في ذكر الحج وبركاته
ذكر البيت والطواف
فـفــي ربـعـهــم لله بـيــــت مــبــــــارك *** إليـه قلــوب الخلــق تهـــوى وتهـــواه
يـطـوف بــه الجـانــــي فـيـغـفـــر ذنبـــه *** ويـسـقــط عـنــه جــرمــه وخطـايـــاه
فـكــم لـــذة كـــم فـــرحـــة لـطــوافـــــه *** فـلله مــا أحـلــــى الطــواف وأهنـــاه
نـطـوف كــأنا فـــي الجـنـــان نطــوفهـــا *** ولا هـــــم لا غــــم فـــذاك نـفـيــنــاه
فـــــواشـوقـنــــا نـحــو الطــواف وطيبــه *** فـــذلــك شــــوق لا يـعــبــــر معـنــاه
فـــمـن لـم يـذقـه لــم يــذق قـــط لـــذة *** فــذقه تــذق يا صـاح مــا قــد أذقنــاه
فــوالله مـا نـنـســى الـحـمــى فقلوبنـا *** هـنـاك تـركناهـا فيـا كيـف ننســــــاه
تــرى رجـعـــة هـــل عـــودة لـطـوافـنـــا *** وذاك الـحـمى قبـل المنيـــة نغشـــاه
ووالله مــا نـنـســـى زمـــان مـسـيــرنـا *** إليـه وكـل الـركـب قـد لـــذ مســـــراه
وقــــد نـسـيــت أولادنـــا ونــســــاؤنــــا *** وأمـوالـنــا فالقلـب عنهـــم شغلنـــاه
تراءت لنـــا أعــلام وصـل علــى اللــوى *** فـمـن أجلها فالقلـب عنهـــم لوينــاه
جـعـلـنــا إلـه الـعـــرش نـصــب عيوننــا *** ومَنْ دونـــه خلـــف الظهـــور نبذنــــاه
وســرنـــا نـشـــق الـبـيــد للبلـد الـذي *** بجـهــد وشـق للنـفـــــوس بـلغـنــــاه
رجـــالاً وركـبـانـــا عـلـــى كــل ضـامـــر *** ومـن كــل ذي فـــج عـميـــق أتينــــاه
نـخـوض إليـه البــر والبحــــر والدجـــى *** ولا قـاطـــــــع إلا وعـنــه قـطـعـــنــــــاه
ونطـوي الفـلا مـن شـدة الشوق للقـا *** فتمسي الفلا تحكي سجـلاً قطـعـناه
ولا صـدنـا عـن قـصـدنـا فـقــــد أهـلنـــا *** ولا هـجــر جـــــار أو حبيـــب ألفنـــــاه
وأمـوالــنــا مــبـــذولـــــة ونـفـوســنـــــا *** ولـم نـبـــق شيئاً منهمـا مـا بذلنــــاه
عـرفـنـا الـذي نـبـغــي ونطلـب فضلـــه *** فـهـــان عـلـيـنـــا كــل شـيء بذلنــــاه
فـمـن عـرف الـمـطلوب هانـت شدائــد *** عليـــه ويهـــوى كــل مــا فيـه يلقــــاه
فـيــا لـو تـرانــا كـنــت تـنـظــــر عصبـــة *** حيـــارى سـكــارى نحـــو مكـــــة وُلاه
فللـه كــم لـيــل قـطـعـنـاه بـالـتســـرى *** وبــــر بـسـيــــر اليـعـمــــلات بـريـنـــاه
وكــم مــن طـريـق مفزع فـي مسيرنــا *** سلكـنــــا وواد بالمخــــاوف جــــزنـــاه
ولـو قـيـــل إن الـنــار دون مـزاركــــــــــم *** دفـعـنــــا إلـيـهـــا والعـــــذول دفعـنـــاه
فـمـولـى المـوالـي للـزيـارة قــد دعـــــا *** أنـقـعـــــد عـــنهــا والـمـــزور هــــو الله
تـرادفـت الأشـواق واضـطــرم الحشـــــا *** فمــن ذا لــه صبـــر وتضـــرم أحشـــاه
وأسرى بنا الحادي فأمعن في السـرى *** وولــى الكــرى نــوم الجفـون نفينــاه