ولقد كان من دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى» [رواه مسلم].
فما أجمل التقوى من لباس وما ألذ التقوى من زاد.
الدرس الثاني: أداء الأمانات على أهلها:
على الحاج وغير الحاج والحاج خصوصاً أن يقوم بأداء الأمانات إلى أهلها وإرجاعها إلى أصحابها حتى يكون في حل منها عندما يلقى ربه سبحانه عند موته وفي قبره ويوم بعثه وحشره فمن أخذ شيئاً من الله فعليه أن يبادر بإرجاعها وإعادتها إلى أصحابها حتى تبرأ ذمته منها ويسعى لذلك ما استطاع إليه سبيلاً، يقول الله جل وعلا: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [سورة النساء: 58]، والأمانات من حقوق الخلق على بعضهم البعض وهي من الحقوق التي أساسها الشح فيوم القيامة يحتاج الإنسان إلى حسنة يدخل بها الجنة وينجو بها من النار فقد لا يجد هذه الحسنة إلا عند من له عنده أمانة لم يؤدها له فيأخذها يومئذ حسنات، فذلك اليوم الذي لا ينفع فيه درهم ولا دينار وإنما هي حسنات وسيئات، فطوبى لمن تجرد من أمانات الناس ولقي ربه طاهراً نقياً وويل لمن ضيع الأمانة وفرط فيها.