فهلا أقبلت أيها الحاج على الأعمال الصالحة؟، فإنك والله مرتحل من هذه الدنيا ومقبل على رب رؤوف رحيم شديد العقاب.
واحمد الله عز وجل أن أبقاك إلى هذا العمر فقد أعذرك الله وسيؤاخذك على أقوالك وأعمالك فتزود بالتقوى والإخلاص وتجرد من الهوى والشيطان قال صلى الله عليه وسلم: «أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة» [أخرجه البخاري].
وأكثر من ذكر الله عز وجل على كل حال فأنت مرتهن بعملك، قال صلى الله عليه وسلم: «يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله» [ متفق عليه ] .
الدرس الثامن: وسائل الفساد:
يجب على المسلم أن يطهر بيته من كل شائبة وقادحة فالبيت عنوان أهله فإن وجدت البيت يضج بكلام الله تعالى وكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ونسمع أزيز القراء في البيت فبشر أهله بخير بإذن الله تعالى لأن هذا هو البيت المسلم حقاً من التزم أهله الآداب الإسلامية وتحلوا بالأخلاق الإيمانية، فتجد هذا البيت من دروس يومية أبوية إلى سماع لإذاعة القرآن الكريم، إلى تسميع لحفظة كتاب الله العظيم، إلى حفظ المتون، إلى قراءة في كتب الصالحين وحفظ للأذكار، فهو بيت كله ذكر وقرآن فأهله مع الله وم*****ة قلوبهم بالله، ومن كان مع الله فالله معه ولن يضيعه أبداً.
أما البيت الآخر فأهله جياع عراة من العلم فالبيت تعلوه الكآبة وترتسم عليه العبوسة فما إن تمر بجانبه إلا ودندنة خبيثة محرمة أو صوت مسلسل ساقط ماجن أو حفل ساهر ساخط ولعب لورقة محرمة أو مشاهدة لفضائية مدمرة فأهل البيت أغرتهم المنكرات وألهتهم المنكرات وألهتهم المحرمات فشرب للدخان والشيشة وقول للحرام من غيبة ونميمة واستهزاء وسخرية فهم ما بين قيل وقال وكلام بطال والأدهى والأمر من ذلك من يفعل هذه المنكرات أثناء الحج.
فأهل ذلك البيت ساهرون بالليل نائمون بالنهار والله يقول: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً} [سورة الفرقان: 47].