وأما النميمة فهي أشد خطراً وأعظم فتكاً من الغيبة لأنها تسبب التفكك الأسري والاجتماعي، فكم من أسر تفككت وكم من بيوت دُمرت وكم من نيران اشتعلت وكل ذلك بسبب النميمة، والتي قال الله فيها: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} [سورة القلم: 11]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام» [رواه مسلم].
وعن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: «إنهما يعذبان وما يع***ان في كبير، أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة» [رواه أبو داود وصححه الألباني].
قال العلماء: معنى وما يع***ان في كبير: أي كبير في زعمهما وقيل كبير تركه عليهما.
فالنميمة هي: نقل الكلام من شخص إلى آخر بقصد الإفساد والتفريق بين الناس.
الدرس السابع: تذكر الآخرة والتزود لها:
جعل الله تعالى الدنيا ميدان سباق يتسابق فيه الناس بالخيرات لأجل الفوز بالجنات والنجاة من يوم الحسرات فالناس في هذه الدنيا فريقان شقي وسعيد، فأما من عصى الله ورسوله واتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فهو الهالك، من رضي الدنيا وطناً وسكناً ومقراً هو الخاسر، من طغى وآثر الحياة الدنيا على الحياة الأخرى فإن الجحيم هي المأوى، من ركن إلى الدنيا وبهرجتها من رضي الهوى إلـه من دون الله وأعطى نفسه هواها فهو صاحب التجارة المزجاة، من اتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد باء بعذاب الله.